لم يكن التلفزيون مجرد جهاز، فطوال عقود حين كان لدى أسرة واحدة تلفزيون ملون في الحي، وتدعو الجيران للمشاهدة، كان التلفزيون مدخلك إلى العوالم الأخرى، ورمزا لمركزك الاجتماعي، ورفيقا موثوقا به في ساعات الليل المتأخرة.
لقد شكل التلفزيون على مدى عقود مضت عامل تجميع لأفراد الأسرة الواحدة التي كان يجتمع أفرادها حوله، ويتبادلون الأحاديث والتجارب، وبذلك شكل هوية لجيل كامل.
ولكن الأمر لم يعد كذلك بالنسبة لجيلنا الحالي، فالطالبة ابليغيل ماكفي (19 عاماً) من جامعة تافتس بولاية ماساشوستس التي تقول انها لم تمتلك جهاز تلفزيون في حياتها قط، ويتفق معها 90 في المئة من زملائها الطلبة والطالبات. ففي عصر الكمبيوتر المحمول والإنترنت تعتقد ماكفي انه لا حاجة لاقتناء جهاز التلفزيون، بل انه قد يأخذ حيزاً يمكن الاستفادة منه أكثر من الجهاز نفسه.
لقد أصبح هذا الجهاز يبدو شيئا من الرفاهية، أو حتى آلة لا حاجة إليها في أعين كثير من أبناء الجيل الجديد. وقد بدأت هجرة هائلة من جيل الشباب من التلفزيون إلى الكمبيوتر وأجهزة الهواتف الذكية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي قد يجعل التلفزيون يلقى مصير زميله الراديو خلال وقت قصير جدا.