[b]بعض أنواع الذكر وثمرتها مع ديباجة لابن القيم[/b]
الشيخ طارق عاطف حجازي
قال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (2/365) :
"كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً منه لله، وإخباره عن أسماء الرب وصفاته، وأحكامه، وأفعاله، ووعده ووعيده، ذكراً منه له، وثناؤه عليه بآلائه، وتمجيده وحمده وتسبيحه ذكراً منه له، وسؤاله ودعاؤه إياه، ورغبته ورهبته ذكراً منه له، وسكوته وصمته ذكراً منه له بقلبه، فكان ذاكراً لله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه، قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وفي مشيه وركوبه ومسيره، ونزوله وظعنه وإقامته".
قال ابن جزي الكلبي رحمه الله في ((تفسيره)) :
واعلم أن الذكر على أنواع كثيرة، منها :
التهليل، والتسبيح، والتكبير، والحمد، والحوقلة، والحسبلة، وذكر كل اسم من أسماء الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والاستغفار، وغير ذلك.
ولكل ذكر خاصيتة وثمرته :
وأما التهليل : فثمرته التوحيد : أعني التوحيد الخاص، فإن التوحيد العام حاصل لكل مؤمن، وأما التكبير : فثمرته التعظيم والإجلال لذي الجلال، وأما الحمد والأسماء التي معناها الإحسان والرحمة كالرحمن الرحيم والكريم والغفار، وشبه ذلك : فثمرتها ثلاث مقامات، وهي الشكر، وقوة الرجاء، والمحبة، فإن المحسن محبوب لا محالة، وأما الحوقلة والحسبلة : فثمرتها التوكل على الله والتفويض إلى الله ، والثقة بالله، وأما الأسماء التي معناها الاطلاع والادراك كالعليم والسميع والبصير والقريب وشبه ذلك : فثمرتها المراقبة، وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : فثمرتها شدة المحبة فيه، والمحافظة على اتباع سنته، وأما الاستغفار : فثمرته الاستقامة على التقوى، والمحافظة على شروط التوبة مع إنكار القلب بسبب الذنوب المتقدمة.